همسة قي منتصف الليل

احلى شي المخدى

انا كتير بحبها

نعم أجيد الكلام..
وأجيد الكتابة..
بقدر ما أجيد الحبّ.. وأحترف اغتراف الذّكرى غرفة غرفة!
وقطرة قطرة.. ودمعة دمعة!
لكن..
هل سألت نفسك مرّة:
من أين أملأ جوف قلمي بالحبر الحيّ؟
تعال معي!

عندما أحببتك.. وقبل أن أحبّك.. وبعد..
كان ومازال لقلمي حبر من أسرار..

قطّرته من بين أهداب عيون الشّمس وهي تفرش ضياءها على تأوّهات النّدى!
من بعثرة غبار الطّلع المتساقطة عن جناح فراشة هائمة بين وردة ووردة!
من طنين نحلة ترسم على لوحة الرّيح أناهيد بوحها العاشق الأصيل..
من لون زنبقة كحّلت عينيها بارتعاشة جدول..
وخفقة قلب عصفور ظامئ للحبّ..
وقطرة ماء تزحلقت عن آخر ريشة في ذيل خيلائه، وهو يحمل في منقاده حبّة نور يرمي بها في حضن عصفورته العاشقة!
ومن حفيف غصن باح للنّسمة بآخر أسراره وسلّم قامته للرّيح!

أعرفت من أين أقطّر حبري المعتّق الآن؟؟

فلماذا تشكّك في اختلاط كلماتي بروحي؟
وكيف تأذن لجنونك أن يبعثرني كأضغاث حلم تائه بين أصقاع الماضي؟؟

أعرف أنّني الآن في خيالك ذكرى ميتة!
لكنّك لاتعرف أنّني في الواقع شهقة قلبك المتفتّح على معاني الحبّ العميق..
فهل ستقوى على الحراك بعدي في قبضة ماض لم أعد فيه؟
أشكّ!!

هل تذكر رسائلي إليك؟؟
تلك الرّسائل الّتي لم أسترجعها منك..
تركتها في صندوق ذكرياتك..
لا.. لا...لم أنسها أبدا..
تركتها عمداً بين يديك..
أرجوك احفظها في عينيك..
فهي عزائي..
وعليها - بعد الله - سأعتمد..
بعد أن يتجرّعني النّسيان..
أريدها أن تبكي عينيك..
وأن تعيدني إلى ذاكرتك لحظة واحدة..
فأهوي على قلبك بسؤال وحيد، لم تجبني عليه بعد:
لماذا تخلّيت عنّي؟؟

hiba

إشتقت إليك..
فلا تعلّمني أن لا أشتاق!!
ظلّ حبيبي ..
ليظلّ شوقي إليك قنديل ليلي..
وفيء نهاري..

إستيقظت باكراً جدّاً هذا الصّباح..
خطر لي أن لا أقاوم إرادة قلبي..
تركت لشوقه أن يأمرني..
وكنت سمعاً وطاعة!

كانت شرفتي الغربيّة ترسل إلى أذنيّ همهمة موج البحر مع قُبل الصّباح...
فنجانين من القهوة، وضعت على الصّينيّة..
كنتَ نائماً..
وكانت خطواتي البطيئة تأمرني بأن أتأنّى في تحضير القهوة كي لا أزعج هناء رقادك..

حملت قهوتنا وخرجت إلى الشّرفة..
وضعت كرسيّين وطاولة صغيرة..
وابتلعت ملء رئتيّ هواء الصّباح العليل المحمّل برذاذ البحر..
جلست على كرسيّ..
وتركت الآخر لك..
وسكبت فنجانين..
واحدلي والآخر لك..

سمعت وقع قدميك..
فاضطرب قلبي فرحاً..
وقفت في الباب المفتوح.. فاضطرب البحر حين رآك..
كنت ترتدي تلك البيجاما الخمريّة الّتي أهديتها إليك في ذكرى ميلادك..
حدّقت في وجهي بحنان، وقلت لي برقّة صوتك جملتك الّتي أحبّ أن تكرّرها دائماً:
كم أنت جميلة!!!
احمرّت وجنتيّ... فأشحت وجهي لأتدارك خجلي..
قدّمت لك فنجان قهوتك السّاخن، وقلت دون أن أنظر في عينيك:
" إشرب قهوتك حبيبي قبل أن تبرد!.".
جلستَ على الكرسيّ المقابل..
وحين لمست أصابعك فنجانك السّاخن..
اشتعلت نار قلبي..
حسدت الفنجان على رقّة أصابعك..
ولثم شفتيك..
نظرت إلى البحر..
كي لاتفضحني عيناي..
ثمّ عدت أراقب خيوط البخار المتصاعدة من فنجانينا...
كانت تثرثر..
وتقهقه..
ضحكت عليّ..
وهي تحمّل الرّيح همهمات قلبينا العاشقين..
مرّت دقائق..
قبل أن تطير الرّيح بآخر خيط من خيوط البخار..
حينها فقط.. أدركت أنّني هنا..
وأنّك هناك..
وأنّني كنت أتابع مسرحيّة..
من تأليف وإخراج شوقي إليك...
فارفق بقلبي وعُد إليّ..
سامحك الله!!

يبي


الرحبانيات

ما الّذي يعنيه بالنّسبة إليّ؟
كلّ حياتي...

هل أروي لك كيف أدلّل هاتفي؟؟
كيف ألمس أزراره؟
كيف أضعه على أذني وأسرح كالمجانين في عالم من وهم الكلمات؟..
كلمات كنت ستقولها لي..
لو أسعفك الإرسال..

تأخّرت عليّ..
هاتفي ملقىً على طاولتي مثل معطف شتويّ في عزّ الصّيف...
مشتاق إلى دفق المطر..
ليرجع إلى أزراره الذّهبيّة ذلك اللّمعان المعتّق...

لماذا لايرنّ؟؟
لماذا لايطفئ حرائقي بوابل كلماتك الدّافئة..
قلبي المقرور يرتجي منك حروفاً ليصطلي..
وأنا..
غابة فصول..

شوق صيفيّ..
وبردٌ شتويٌّ..
تبرعم أحلامي كربيع من وعود..
أتساقط بعدها كأوراق خريف فتبعثرني الرّيح...

وفي كلّ الفصول...
عطش.. وعطش.. وعطش..

مابي؟؟
الشّوق.. لاشيء غير الشّوق..
وهل الشّوق بقليل؟؟

رن ن ن ن ن
صداح ناعم..
ألتقط جهازي الصّغير براحة يدي الملتاعة..
أرقام أعرفها..
أحفظها عن ظهر قلب..
هذا أنت.. أنت..

- حياتي!
-حبيبتي!
- إشتقت إليك...
- وأنا أشوَق..
- لماذا تأخّرت عليّ؟
- أنت تعرفين الإرسال.. الإرسال صعب هذه الأيّام.. العاصفة شديدة!!
- بلى.. أسمع صوت الرّيح..
- الثّلج غطّى الطّرقات.. أنظري من النّافذة وسوف ترين..

أثبّت الهاتف على أذني بيدي.. وأسرع إلى النّافذة..
أصرخ من هول المفاجأة!!
يا الله!!!
هذا أنت؟؟
تحت الثّلج.. كيف قطعت الدّروب إليّ؟؟
مذهل أنت حبيبي! مذهل!!
مجنون!! كما أنت دائما!!
- لا تنظري إليّ هكذا.. إفتحي الباب بسرعة.. أكاد أموت من البرد...
- حالاً.. سأضمّك بذراعيّ.. وأوسّدك صدري..

أركض.. نحو الباب.. فأفتح وأبتسم..

فتقابلني ابتسامة غريبة على شفاه الدّهشة..
- جابي الكهرباء؟؟؟!!!

أحدّق بوجه الرّجل.. والخيبة تبتلعني...
- تفضّلي سيّدتي...الفاتورة!
- عفوا... لحظة..
أنسحب إلى الخلف ....
أخنق دمعتي .. و أجاهد خيبتي...
يزيدني غيظاً..
- من فضلك.. كوبا من الماء البارد.. الحرّ شديد جدّا!!

الدّهشة.. تعقد لساني!!
والثّلج.. والبرد.. والمعطف؟؟ وذراعيّ؟ وصدري؟؟ وأنت؟؟

يجيبني الهاتف الّذي مازال ملقىً كمعطف شتويّ في عزّ الصّيف!!
تخلّصي من أحلامك.. قبل أن تقتليني بها!!

لا.. لن أتخلّص من أحلامي..
وأنت أيّها الهاتف الأخرق..
ستكون الجهاز الخامس الّذي أتخلّص منه..
بحثاً عن هاتف جديد..
يكون فأل خير..
ويسمعني صوتاً ..لطالما اشتقت إليه!!!...

nter]

[/b]


.[color=brown]lor]

صامتة و صمتي يتكلم
مجروحة و قلبي يتألم
فكلمات لا تداويني
وحده صمتي يعزيني
أداري دمعي و أنيني
ولجرحي أبحث عن بلسم...