أساس مجالس أهل التوحيد هو الوصول إلى غاية سير المعصومين‏

ما هو الهدف والغاية من الثورة المقدّسة لسيد الشهداء عليه السلام؟ ولماذا ضحّى الإمام بنفسه وبذرّيته وأصحابه وقدّمهم فداء؟ بماذا كان الناس منشغلين في ذاك الزمان، وضمن أي طريق كانوا يسيرون حتى استوجب أن ينبههم الإمام بهذا الشكل، ويوقظهم من نوم غفلتهم؟ أولم يكونوا يقيمون الصلاة ويأتون الصيام ويذهبون إلى الحج؟ أولم يكونوا يجاهدون ويقيمون صلاة الجمعة؟ لقد كانوا يقومون بكل ذلك، لكن أساس الدين وأصله لم يكن موجوداً. إن أساس الدين هو الولاية، وأساس الدين هو اتباع الإمام المعصوم عليه السلام والإطاعة المحضة والانقياد التام لأوامره، وكما قال الإمام الباقر عليه السلام:
ولم ينادَ بشي‏ء كما نُودِي بالولاية .
هذه الولاية هي الطريق إلى التوحيد والمسير إليه؛ وهو المسير إلى التحرّر والحريّة مقابل كل ما سوى الحق، وهو مسير العبوديّة والعجز
والفقر مقابل حضرة الحق تعالى، مسير علوّ النفس واعتلائها مقابل الحطام الدنيوي الفارغ والذي لا قيمة له، ألم يقل أمير المؤمنين لابنه الحسن بن علي عليهما السلام:
يا بُني ... وأكرم نفسك (وأعززها) عن كلّ دنيّة (في هذه الدنيا وعن كل حاجة لا قيمة لها) وإن ساقتك إلى الرغائب، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً (أي إنك إن تفعل ذلك فلن تستطيع أن تحصل على شي‏ء يوازي ما بذلته من المناعة والعزّة والعظمة والحرية والرفعة التي تتمتع بها نفسك).

» لنبني معا عقيدة صحيحة