الصبحيّة و العلاج النفسي...!!!

ان هذا الموضوع لا يرتكز على اي دراسة طبية أو علمية. ماهو الا تحليل شخصي و رأي ذاتي يعبر عن وجهة نظري الخاصة...
حينما كانت تجتمع الجارات كل يوم صباحا لاحتساء القهوة و تجاذب أطراف الحديث بل لتناول أكثر من حديث و بشكل معمق يتخطى الأطراف الى الأعماق كنّ و من حيث لا يدرين
يخضعن أو يُخضعن أنفسهن لجلسات علاج نفسي مجانية حيث يقمن بأنفسهن بدور الطبيب و المريض في نفس الوقت..!! هذه العادة التي طالما تعرضت للإ نتقاد و اللوم و التي اتهمت بأنها مضيعة للوقت و لا فائدة منها تؤتى و ما هي الا جلسات ثرثرة لا تغني من جوع..!! حقيقة الأمر أن هذه الصبحيات النسائية هي أشبه ما يكون بجلسات العلاج النفسي الجماعية حيث يقوم الأفراد بتبادل تجاربهم و معاناتهم و يتعرفون الى طرق العلاج و التفاعل و مواجهة المشكلة من خلال الاصغاء و الكلام جهرة عن ما تختلج أنفسهم من مشاعر غضب و احساس بالذنب أو القهر و ما الى هنالك من مشاعر وجدانية و عاطفية قد يشعر بها المرء... و هذا بالضبط ما كنَّ النسوة يقمن به و لكن تحت عنوان الصبحية..!! فالجارة التي كانت تدق باب جارتها حاملة معهاما تنوي تحضيره من طعام غداء لعائلتها كي لا تضيّع الوقت فهنَّ قبل كل شيء أمهات و زوجات متفانيات يحملن الأسى و يرضين بضنك العيش كرمى لأزواجهن و عائلاتهن الا أنهن في نهاية المطاف بشر و يحتجن في نهاية المطاف الى زاوية خاصة يعبرن فيها عن مشاكلهن و همومهن من باب التفريج عن النفس أو تفريغ شحنات الغضب و الضغط اللاتي يتعرضن لها في حياتهن اليومية سواء بسبب الظروف المادية أو بسبب الزوج أو أهل الزوج أو أو الخ الخ فاللائحة لا تنتهي أبدا... طالما هنالك شمس تشرق طالما هنالك قلوب تعاني و تكافح و تصبر و تحاول الاستمرار... وهن كن كي يستمررن كنا بحاجة الى أن يتشاركن بهوممهن مع أحد ما يعرف كي يصغي لهن و لألمهن و لما كان من الصعب على معظمهن زيارة عيادة الطبيب النفسي لأسباب مادية أو مجتمعية إن صحّ التعبير اذ في ذاك الوقت كان بعض الناس ينظرن الى مرتادي العيادات النفسية على أنهن مرضى عقليين... إن ثرثرة النساء الصباحية في صبحياتهم المشهورة كانت وسيلة لهن الى التعبير عن مشاكلهن و الإصغاء الى مشاكل الغير. و في كلا الأمرين إفادة.. فعندما يتكلم الإنسان عن مشكلته فهذه أول خطوات الشفاء فالمعروف ما للكلام عن المشكلة من فائدة و ما يوفره من راحة لصاحب المشكلة و هذا بالظبط ما يفعله أي شخص يذهب لزيارة الطبيب النفسي. فحين تتكلم عن مشكلتك مع شخص ما تثق به فإن ذلك يشعرك بأن ثمة من يشاركك حملك و همّك و إن لم تحلّه أو تتخلص منه إلا أن الإحساس بأن ثمة من يصغي اليك و لألمك يشعرك براحة و أمان... كما أن الإصغاء لمشاكل الغير يجعلك تدرك أنك لست وحدك تعاني و أن ما تشعر به ثمة آخرون يشعرون مثلك و آخرون يعانون أكثر و هذا ما قد يجعلك ترى مشكلتك صغيرة نسبة لما يعانيه غيرك على قاعدة من رأى مصائب غيره هانت عليه مصائبه.. كما أن الإصغاء لمشاكل الغير يكسبك و يعلمك أساليب مواجهة و تعامل جديدة مع مشكلتك من خلال تجارب و محاولات غيرك التي قد تكون ناجحة و فعالة و قد توفق لحلّ مشكلتك بسببها.!!!

طبعا أنا ركزت على هذا الجانب من الصبحيات و لكن أحيانا تقوم بعض النساء للثرثرة من أجل الثرثرة و النميمة و الغيبة و هذا غير محبذ و مؤذ سواء حدث في صبحية أو غيرها.. القصد كان أن للصبحية فائدة و هدف سليم لم يكن النساء يدركن كنهه أو لم يكن يقصدنه انما كنا يتصرفنّ على سجيتهن ...كل صبحية وأنتم بخير و تفضلوا على فنجان قهوة...

موضوع مثير للنقاش والجدل في آن معا" في حين يظهر انه فعلا" يلقي الضوء على النتائج النفسية لهكذا جلسات صبحية ومن الممكن ان يكون لها آثار ايجابية ونفسية مهمة واذا ما اجريت دراسات اجتماعية او علمية نفسية قد تآتي النتيجة كذلك . لكن اذا اخذنا الجانب السلبي منها سنجد انها ستؤسس لعلاقات غير سوية بين الجيران فان من كن اصدقاء واصحاب سيصبحون غدا" اخصام يحاولن التشهير ببعضهن امام بقية الجيران اللواتي ما زالت علاقتهن بخير . ويعود السبب الى الاسترسال في تناول الاخريات بغيابهن دون ان تدافع عنهن احد لكن سياتي دورها في الصبحيات اللاحقة . طبعا نحن لا نعمم فان الكثير من النساء يلتزمن بالقواعد والضوابط الشرعية والاجتماعية بالصبحيات عندها تاتي الجلسات اكلها وتثمر عن فوائد ليس اقلها ما ذكرتي اخت مارو .

مهما ناقشنا وتجادلنا فان الموضوع يحتاج الى المزيد منها .

شكرا" لك على ابداعك المميز وتشجعت على كتابة المواضيع من بنات افكاري من الاىن وصاعدا" الا ما ندر وهذه افادة اضافية لموضوعك . دمت بخير والى المزيد

موضوع له جانب من الاهمية على المستوى النفسي وهو ما يُعرف ب التفريغ اي التعبير بشكل حر وصريح عن الكنونات الدفينة و اطلاق كل التداعيات المكبوتة بغض النظر عن محتوى الموضوع واثاره الاجتماعية...

اوافقك الرأي بكل ما تفضلتي به من الجانب النفسي و قد استعمل المحليلين النفسيين طريقة التقريغ عبر التداعيات الحرة بديلاً عن التنويم المغناطيسي في مرحلة سابقة من التحليل والعلاج النفسي.

شكراً لك سيدة مارو على اغناءك المنتدى بفيضك الرائع

لك كل التقدير واحلى تحية

» الإنتصار النفسي لـ"حزب الله" /