أيهّا الثوّار ... إحذروا دهاء النظام وعقل مبارك... الرجاء نشره من اجل مصر

أيمن مروّة

8 \ 2 \ 2011

الرسالة الواضحة من ثوّار "ساحة الميدان"

مذ أن بدأت أولى شرارات الحركة الشعبيّة في مصر، ظننّا أنّها مجرّد ردّ فعل امتدادي للنتائج الّتي حقّقتها ثورة الياسمين في تونس، وبدى المشهد وكأنّه احتفاء بنصر هذا الإنجاز الشعبي التونسي، أو مجرّد حركة عفويّة، ستهمد بعد أوّل نزول لقوّات مكافحة الشغب، وتعود الحياة في مصر إلى جحيمها محتكمة لمبارك ونظامه، والسبب في هذا التفسير والتبرير لتراجع هذه الحركة إنّما كان لإلمامنا ومعرفتنا، بجرائم هذا النظام وبطشه وظلمه، وفي المقابل سكوت مضن من الفئات الشعبيّة المصريّة.

إلاّ أنّ تطوّر الواقع في الحفاظ على استمراريّة الحركة، مضيفين إليه عامل الوعي الّذي يبوح به الميدانيّون من شعارات وإطلاق للكلام عبر وسائل الإعلام والشارع، تٌظهر فهم الشارع المصري لحقيقة هذه السياسات الدكتاتوريّة المجحفة بحق الوطن وشعبه وحقوقهم في العيش الكريم وممارسة المواطنة والحريّات في كافّة جوانب الحياة المصريّة السياسيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة والثقافيّة والتربويّة والإعلاميّة.

كذلك، حجم التضحيّات، وأعداد الشهداء الّتي تتكاثر يوماً بعد يوم، والّتي لن يعرف رقماً حقيقيّاً لأعدادها، إلاّ إذا زال هذا النظام وكلّ من وراءه، وكذلك عزم الصمود، والإصرار على المواجهة، والتوق والبغاء للحريّة، إنّما هي مؤشّرات من الثوّار تقدّم لنا نحن الذّين نواكب هذه الأحداث قلباً وعقلاً إجابة واحدة: "لا شيء سوى الحريّة والتحرّر".

وكذلك، مسألة الإلتفاف الشعبي حول هذه الحركة الثائرة، والتّي حوّلتها من حركة غير منتمية بداية الأمر، ولا هويّة لها إلاّ شباب منتعض، إلى حركة شعبيّة تضمّ كل فئات المجتمع المصري وشرائحه وأطيافه وقطاعاته وأعماره، وهذا ما أكّد من جديد أنّ المسألة ليست فقط ردّ فعل، إنّما "إسقاط النظام هو الهدف، حقّاً ومنذ اللحظة الأولى.

ولكن يبقى السؤال إلى متى هذا الإصرار، الصمود، التضحيات، الإلتفاف الّذي جعل منها حركة ليس فقط شعبيّة، إنّما أعطاها هويّة الثورة الوطنيّة، سيتحافظ على مسارها، ليكتب التاريخ عنها، لتمتد إلى بلدان عربيّة أخرى؟؟...

حركة النظام مقابل حركة الثورة...

من جهة أخرى، وبعد نزول الشعب إلى الشارع ماذا فعل النظام؟

اعتمد مبارك في بداية هذه الحركة، أسلوب المراقبة والتتبّع عن كثب، وذلك لكشف هويّة الميدانيين، من هم؟ أيّة جهة سياسيّة يمثّلون؟

من هي الفئة العمريّة الغلبة في هذه الحركة؟... وهو ببساطة فهم لطبيعة هذه الحركة الّتي عرف مسبقاً مبارك بأنّها مختلفة عن سابقاتها في عهده وقبل عهده، وذلك نتيجة لأنّها إلى حدّ ما امتداد للثورة التونسيّة، وهو وجد لنفسه أسلوباً لقرأتها، ومعرفة آليّات الحد من تطوّرها.

كيف تحرّك النظام بعد المراقبة... وما هي الوسائل الّتي ردّ بها؟؟؟...

أوّلاً: خرج مبارك بخطابه الدهي بعد ثلاثة أيّام، ليس فقط للتأكيد على أنّه مستمر ولا شيء سيسقطه، بل ليزرع بعدد كبير من الشعب المصري حسّه بالمسؤوليّة اتّجاه ما يحدث وسيحدث، فخاطب الناس على أنّه متحسّس من هذه الحركة، الّتي تقوم في وجه من قدّم وأعطى وضحّى وافتدى وإلخ... أهكذا تردّون جميل من أحسن إليكم ولوطنه مصر، وفي هذا الخطاب حوّل تاريخه الإستبدادي إلى تاريخ وطني مناضل في سبيل حياة مصر وشعبها، وحوّل من مسؤوليّته اتّجاه مكالب الشعب بمغادرته السلطة، إلى مسؤوليّة وطنيّة، تقتضي عليه التمسّك بالسلطة لإصلاح الواقع الّذي لطالما كان همّه وهاجسه وخوفه، وهذا ما أكل من عمره وشبابه وحياته، وبهذا الأسلوب زرع في الشارع المصري شكّاً بعد اليقين، وفئة مؤيّدة له بوجه الأخرى المعارضة، ثمّ وبهذه الحركة استفاد من عامل الوقت لتنفيذ خطوته المقبلة.

ثانيّا: وبعد ما زرع ما زرعه، وإطلاقه شعارات لإصلاح الواقع، قام بشبه خطوات، تؤكّد صدق خطابه، وتهدف إلى زرع الثقة قي باقي الشعب المصري القابع في منزله يراقب، والّذي لم يتحرّك حتّى الآن، مرفقاً بهم تصريحات فئة كبيرة من الفنّانين وأزلام النظام، الّذين اعترضوا على هذه الحركة، واعتبروها خيانة للوطن وموقعه العروبي والدولي. فعيّن عمر سليمان نائباً للرئيس وكلّف أحمد شفيق ليعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، والرسالة كانت، أنظري أيتّها الملايين الباقية اللامبالية إلى صدقي ووطنيّتي وحبّي لكم واحترامي لما تطلبون.

ثالثاً: إستخدام القوّة للترهيب أم لتشويه هويّة هذه الحركة أم لكسب مزيد من الوقت؟؟؟...

في الحقيقة إنّها مجموعة من الثلاث، كيف ذلك؟

إنّها للتشويه، وذلك أنّه أمر الشرطة بإخراج السجناء لتعميم الفوضى وزرع الخوف والذعر في نفوس العائلات المصريّة، وأمرهم بأن يخرّبوا ويسرقوا وينهبوا، حتّى تنعكس سلباً على هويّة الحركة، بأنّها حركة تخريبيّة، مدمّرة وأهدافها مشبوهة، وذلك أيضاً لتأكيد مصداقيّة خطابه، ثمّ أرفق بها نزول فئة مؤيّدة للنظام هم في الأغلب رجال الشرطة بلباس مدني، حسبما كشفت المصادر، وذلك تأكيداً للمجتمع المصري والعربي والدولي، أنّه في مقابل هذا العدد القليل الّذي يطالبه بالتنحّي، هناك عدد كبير يطالب ببقاءه، وهنا تأكيداً على هذه النقطة نجد أنّ، الدعم والمواقف الدوليّة، والّتي غامضة وغير واضحة، أعطت الثوّار هامشاً من الدفع باتّجاه التقدّم بهذه الحركة، وأعطت مبارك هامشاً من الشرعيّة للبقاء. كذلك فإنّ استخدام العنف الدوري المتقطّع من قبل الشرطة في وجه المتظاهرين، إنّما هو في سبيل ترهيب الثوّار وتخويفهم ووضعهم أمام حيرة الموت من أجل الحريّة وبين القبول بالحياة كيفما كانت وتحت سلطة أيّ يكن (أي حتّى مبارك)، واستخدام العنف المتقطّع وليس العنف المستمر، إنّما هو من أجل التعتيم عليه أمام المجتمع الدولي، ولخدمة سياسة الوقت للضربة الكبرى الّتي يطمح إليها لكسر جموح هذه الثورة، والدليل أنّه أيضاً يسعى لضرب صمود هذه الحركة، من خلال ما فرضه من حصار عليها ومنع لدخول الوحدات الغذائيّة والصحيّة، والهدف عودة العائلات المصريّة إلى هاجس البحث عن لقمة للأطفال ومأوى للعرض، وبذلك يضعف حجم وجودها.

رابعاً: ما السبب في وجود القوّات المسلّحة (الجيش) دون لعب دوره!!!...

إنّ لوجود الجيش سببان أساسيّان بمنتهى الخطورة:

1- رغم ما نشهده من تحرّكات خارج ميدان التحرير والمطالبة أيضاً بسقوط النظام، إلاّ أنّ هذا الميدان هو قلب ونواة هذه الحركة، ووجود الجيش إنّما للحد من انتشار هذه الحركة وحصرها ضمن هذه الساحة.

2- سيبقى هذا الجيش حياديّاً إلى حين يعطى ذريعة شرعيّة، يقبل بها المجتمع المصري والعربي والدولي تدخّله، وهنا النقطة الخامسة والّتي هي هدف مبارك الحقيقي الّذي إذا ما تحقّق تموت الثورة وينتصر فيها الجاني من جدي على المجني عليه...

خامساً: إنّ دعوة مبارك الفئات المتظاهرة إلى الحوار، ما هي إلاّ خطوة باتّجاه درّ الوعود، وإغراقهم في النقيض، وخلق حالة من التفاوت ما بين الفئات الثائرة، في ما بين الرئيس وعد بالإصلاح؟ والما بين يجب إسقاطه مهما كان ثمن هذه الوعود؟، ولعلّ التفجيرات الّتي حصلت في مصر بمجتمع الأقباط؟ كان من فعل النظام الإستخباراتي المصري، حيث كان يعلم بما يفكّر الشارع المصري بشبابه، فحاول هو بنفسه جاهداً إلى إثارة النعرات الطائفيّة، من أجل نزول إستباقي إلى الشارع، بالجيش والشرطة، ليكون الوجه المحافظ على الوحدة، وبالتالي ما كانت هذه الحركة لتكون من أساسها.

إلاّ أنّه ومن خلال طرحه لفكرة الحوار بالأهداف الّتي ذكرت أعلاه، إنّما يسعى لضرب الحركة من داخلها، لتقضي بنفسها على نفسها، وفي هذه المرحلة بالذات يتدخّل الجيش بقوّة لقمع هذا النزاع الداخلي بشرعيّة مطلقة، بحجّة الحفاظ على السلم الأهلي والأمن القومي، وهكذا أيضاً ومن جديد يؤكّد مبارك للمصريين وللعالم صدق خطابه، ويبرّر علّة وجوده وبقاءه، وفي هذه الخطوة لا يبقى لنا إلاّ البكاء على الشباب الّذي اعتقد أنّ بموته، تفتح أبوا ب الحريّة في مصر.

ماذا يجب أن تفعل الثورة في المقابل؟؟؟

1- على الثورة أن تتمسّك بـشعار "إسقاط النظام".

2- أن تمتنع عن تلبية دعوات مبارك للـ "حوار" إمتناعاً مطلقاً، مهما كان ثمن الوعود.

3- أن تعمل وحدة الإلتفاف وقوّته، وأن لا تسمح للنظام بخرق هذه الوحدة الوطنيّة الشعبيّة.

4- أن توسّع من انتشار حركتها، وتسعى لزيادة أعدادها، فلا يجوز أن يضطهر للعالم أنّ هناك فقط نسبة 3 إلى 4 % من الشعب المصري هم فقط من يريد إسقاط هذا النظام.

5- أن تسعى الثورة إلى ضمّ فئات أخرى من المجتمع المصري، وتحديداً البرجوازيّة المصريّة، رغم أنّها نقيض هذه الحركة، وذلك من باب أنّ السبب في تراجع أرباحهم واستثماراتهم، إنّما هو نتيجة لسياسات مبارك الإقتصاديّة، الّتي احتكرت الإسثثمار والربح لـ آل مبارك وحاشيته المقرّبين.

6- أن تحاول بأبطالها الوصول إلى مبارك بالدم والتضحيات، إلى مؤسّساته، قصره الرئاسي، مجلس الشعب، مقرّ الحكومة، بأيّ ثمن، عهداً ووفاءاً لمن رحلوا، ومن أجل الحريّة الّتي يبتغونها، وفي سبيل تحقيق العدالة والمساواة المنشودين.

وفي ختام هذا الرأي، ما يسعنا إلاّ أن نتمنّى لكم الحريّة، لتكونوا لنا ولكلّ الشعوب العربيّة، مثالاً وقدوة، حتّى نصبح جميعاً توّاقون للحريّة، وعاشقون للموت في سبيلها.

أقول: "نناديكم ونشّد على أياديكم، ونبوس الأرض، تحت نعالكم ونقول نفديكم"...

يرجى من كل من يصله هذا المقال نشره وتوزيعه على أكبر عدد ممكن، سعياً للمساهمة بأقصى ما يمكننا، لهؤلاء الأبطال

الله يبارك بالثوار ................
وصرخة
لثوار الارض

يا ثوار الارض ثوروا على الطغيان
ثوروا على الحرمان

جوليا بطرس

الله يقويهم و يكون معن يا رب لان لا خيار لهم الا الاستمرار حتى يصلوا الى هدفهم و الا سيعودوا القهقرى و أسوأ من الوضع الذي كانوا عليه قبل انتفاضتهم المباركة...

عدد المساهمات : 454 تاريخ التسجيل : 03/01/2011

Maro كتب:: الله يقويهم و يكون معن يا رب لان لا خيار لهم الا الاستمرار حتى يصلوا الى هدفهم و الا سيعودوا القهر و أسوأ من الوضع الذي كانوا عليه قبل انتفاضتهم المباركة...

» ال ..مبارك
» دعوة لاسقاط النظام الطائفي في لبنان
» 14آذار: نحذر من خطأ الظن أن المعادلات الإقليمية قد تعيد النظام للوراء