فورة عظيمة... ولكن ليست ثورة

لن أتفلسف هنا في معنى الثورة. أريد أن أقول فقط أن الثورة المتكاملة بهدف وخطة وقيادة هي التي تأتي بالتغيير المطلوب. أعني أن ما رأيناه ونراه في تونس ومصر ليس ثورة تغيير وانما هو فورة تعبير. وذلك لغياب الهدف والخطة والقيادة. ولكن ما قام به التونسيون والمصريون هو تغيير جبار في التعاطي مع الحاكم الظالم. هذه أول استفاقة غير مسبوقة للشارع العربي في تحدي الخوف من الطاغية. لقد اعتاد المصريون أن يسلموا للأمر الواقع، لأن يأتي التغيير من فرد ذي قوة، من الأعلى، عسكري أو ملك أو دولة كبرى. واليوم نشهد طلب التغيير قادما من الشعب الذي كسر جدار الخوف وفضح جبن وضعف الظالم المتسلط. هذه الوقفة، أو الأستفاقة هي بحد ذاتها ثورة مزلزلة لعروش الطغاة العرب، فما هي الا مسألة وقت لكي يظهروا كفرعون مصر الغارق وجنوده. لا أتوقع ولادة لنظام عدالة ولازالة الفساد ولتغيير السياسة الخارجية. فهذا مستحيل على المدى القريب، لأن البلد قد اخترقته الموساد منذ ثلاثين سنة ودخلت الى مسام الجلد وزرعت ثقافات وقناعات قذرة فيما يخص دور مصر وعروبتها واسلامها. وقد أنبتت أيضا ثقافات طائفية قذرة مضللة أدت الى فهم خاطئ وملتوء لدور الدين في الحياة. ولكن ما أتوقعه هو مخاض نحو الاتجاه الصحيح، يحدد مدته مدى قدرة شجعان المجتمع وشبابه على التضحية لخلق حركات شعبية قادرة على انجاز المطلوب. الجيش حاليا هو مسلح فقط ومنذ اتقاقات الذل مع الصهاينة، بمايكفي لقمع الشعب ومساندة قوى حفظ الحكام في الداخل، وضباطه هم مجموعة قطط بدينة متخمة Fat Cats. والحزب المعارض الأكثر تنظيما هو حركة الأخوان الناجحة اجتماعيا، ولكن الفاشلة ثوريا كما أثبت تاريخها، فهي تطمح للوصول للسلطة بدون تضحية. يبقى البرادعي. لايتعدى كونه رئيس أحلام فلا يملك نزعة ثورية ولا ظروفا تسمح له بلعب أي دور. هو فقط مجرد قصة مسلية Fairy Tale. يحبه المصريون ويحترمونه لعلمه ومراكزه الدولية وهذا حقه. في النهاية... أتوقع طريقا طويلا قبل احقاق التغيير المقبول بعد اصلاح التخريب الكبير الذي افتعله أنور السادات. أريد أن أضيف أيضا كلمة عن مهزلة حسني مبارك المعزول من قبل الشعب ويقول أنه يلبي طلبهم ولكنه ما زال يعين هذا وذاك ! كما يضحكني اختيار عمر سليمان من الولايات المتحدة واسرائيل! وأترككم مع آخر نكتة سمعتها وهي أن علي عبدالله الصالح وعد شعبه أنه سيعتقهم في سنة ٢٠١٣ ! والله زلمي آدمي... والأن الذي يحصل في لبيا .... هل من قادة للثورة ام انه ستتم التعينات من قبل بعض تلك الدول المهيمنة . لا ادري احقاً استفاقت شعوبنا العربية ام ان التنازولات التي يقدمها هؤلاء السماسرة لم تعد تكفي . لا اعلم لماذا الأن ودفعة واحدة فهل هو مخطط جديد للاعبٍ جديد لا يناسبه هذا الواقع ولا اللعب بهذه الدمى إنما بأُخر وطبعاً اللعب على ارضنا وارزاقنا وحقوقنا . الا يحق لنا ان نتساءل لماذاهذا النمط الجديد من الثورة او الفورة ؟من دون قائد او قيادة كما كنا نعلم .
فحتى الأن لا توجد حكومة ااؤ رئيس لأي من الدول التي قامت بها هذه (الثورات).
أود أن أختم أن التونسيون والمصريون يعلموننا في لبنان أن لا نتهاون مع ثقافات الفساد والعمالة وأن لا نترك لهم أي وسيلة للوصول الى قيادة الوطن.

بعتقد نو يا أخ محمد لازم نعمل انقلاب بلبنان لأنّو ما في مسؤول لازم يبقى بالحكم

» القدس ليست برشلونه...يا عرب
» (الإسلام دين ثورة) إلى كل الثوار والأحرار في العالم
» استاذ مصري: خطبة جمعة آية ‌الله الخامنئي عجّلت بإنتصار ثورة مصر