نتائج الـ«لأ»: أيام غضب جديدة

منذ أسابيع، تحشد قوى 14 آذار لمهرجان غد. أدركت متأخرةً أن حملاتها في الشارع وعلى الشاشات ولّدت أجواءً تعجز عن ضبطها في حال تطوّرها أكثر. سارعت إلى التحذير، آملةً وصول هذا التنبيه إلى آذان سكان «زنقات» بيروت والمناطق . «جميل» أن يكون لتيار المستقبل وحلفائه ماكينات بروباغندا قادرة على حقن الناس وتجييشهم، ودليل «قوّة» أن يكون لهذا الفريق سلطة على فئة من اللبنانيين، مهما كبر أو تقلّص عددها، لكن الرئيس سعد الحريري لا يعلم حتى الساعة ما أنتجته في بيروت خطاباته وحملاته الإعلامية والإعلانية، إذ لم تصله بعد مضامين المنشورات التي توزَّع في شوارع العاصمة، ولم ينقل إليه مستشاروه الأجواء المشحونة التي تحيط بأهالي بيروت. التعبئة بين هؤلاء الناس بلغت ذروتها في بيان صدر عن مجموعة أطلقت على نفسها اسم «شباب الطريق الجديدة» وترفع شعار «لبّيكِ يا بيروت». دعوة هذه المجموعة واضحة: «يا شباب رفيق الحريري، يا أبطال سعد الحريري، يا مقاتلي عمر وأبو بكر، ويا حاملي سيف علي، ندعوكم إلى نصرة أهل أحرار السنّة، يوم السبت 12 آذار...». وأعلنت المجموعة تعبئة مئات الدرّاجات، التي ستجتمع «عند السادسة على الملعب البلدي»، لتنظيم «يوم غضب، زاحفون من الطريق جديدة إليكِ يا عائشة بكار والملا والزيدانية».
وُزِّع هذا البيان قبل أيام في الطريق الجديدة، وتنفي قيادة تيار المستقبل علمها بالموضوع. وهنا يكمن الخطر، إذ إنّ هذا الأمر يعني التالي: الخطابات والحملات أيقظت في بيروت شعار «لن ننسى»، والتعبئة لم يفهمها الناس دعوة إلى النزول إلى ساحة الشهداء، بل منطقاً ونمط تكفير يمكن ممارستة في حياتنا اليومية. والسبب: قيادة التيار، الرئيس الحريري ومن هم حوله، لا يعلمون ما يدور في «زنقات» (جمع زنقة) بيروت وبلدات عكار والبقاع التي لا يصل إليها شعار «علّم، عمّر، حرّر» إلا بالاسم، ومن موسم مهرجانات إلى آخر.
وعندما علم أمس مستشار الحريري، هاني حمود، بمضمون المنشورات التي توزَّع في بيروت، كاد «ينتف شعره» كما قال شخص كان موجوداً معه في المكتب. وهذه مشكلة إضافية: المستقبل وغيره من التيارات والأحزاب، يعجزون، ويقرّون بعجزهم، عن قتل مارد أيقظته شعاراتهم وحملاتهم.
هذه الأجواء دهمت أمس مكاتب المنظمين في تيار المستقبل والقوات اللبنانية، الذين أدركوا أن مسؤوليةً ما ملقاة على عاتقهم في كبت هذا الشحن. لم يجدوا حلاً سوى تبليغ كوادرهم الميدانيين تكثيف تواصلهم مع الناس في الشوارع وزواياها، لأخذ العلم بأي مستجد يتطلّب ردعه أو السماح بتنفيسه جزئياً كي لا ينفجر يوم غد في ساحة الشهداء، أو في الطرقات المؤدية إليها. وفور انتشار أخبار المنشورات في مكاتب الأكثرية السابقة، سارع المعنيون إلى استنكار الأمر، فحذّرت الأمانة العامة جمهور 14 آذار و«كل من سيشارك في التعبئة والتجمع الكبير، من الانجرار مع أصحاب الغايات المشبوهة هؤلاء»، داعيةً إلى «التبصّر والابتعاد عن الإساءات الشخصية في التعبير عن الرأي والموقف، حفاظاً على نقاوة أهداف انتفاضة الشعب اللبناني التي لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها». أما إدارة تلفزيون المستقبل، فأوقفت أمس «عرض الإعلان الذي تظهر فيه عائلة لبنانية مذعورة تتعرض لإطلاق النار»، التزاماً بقرار المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع بوقف الحملات الإعلامية والإعلانية التحريضية. خطوة قناة المستقبل صائبة، لكن ليس معروفاً بعد ما إذا أتت متأخرة.
يوم غد سيحفل بـ«التنفيسات» الشعبية، إذ قررت قيادة 14 آذار إقامة «هايد بارك» أو منبر حر يسبق الكلمات السياسية، لكن، حتى مساء أمس كانت الخطوات التقنية لا تزال متأخرة، حيث إنّه لم تُنصَب الخيم اللازمة ولم تنتهِ الاستعدادات اللازمة لقيام هذا الأمر. وقد شكا مسؤولون في الأكثرية السابقة من التأخير الحاصل، إذ إنه في الاحتفالات السابقة كانت هذه الأمور التقنية تنجز باكراً قبل الموعد. والتأخير لم ينحصر في الجانب التقني فحسب، فحتى ساعات متأخرة من ليل أمس، لم تكن قد حُسمت أسماء الخطباء بعد، إذ وقع قادة 14 آذار مرة جديدة في دوّامة: لماذا هو لا أنا؟ ما دفع أحد القادة إلى التعليق: كأننا في قدّاس ماروني، حيث التسابق على من يجلس في الصف الأمامي. وأمام وفرة الأسماء المحتملة من جهة، وكثرة عبارة «أنا أريد التحدث»، قد تلجأ قيادة ثورة الأرز إلى اختيار الأسماء بالقرعة، مع وجود 4 شخصيات ثابتة هي: الرئيس سعد الحريري، الرئيس أمين الجميّل، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع، والنائب مروان حمادة، الذي سيحاول غداً تقمّص صورة النائب وليد جنبلاط. والأسماء الأخرى التي جرى التداول بها: الوزير بطرس حرب، الرئيس فؤاد السنيورة، النائب دوري شمعون والنائب السابق فارس سعيد، إضافةً إلى دراسة طلب النائبة السابقة نائلة معوّض أو نجلها ميشال.
وفي تركيبة الخطباء في الذكرى السادسة لانطلاق ثورة الأرز، حسم الأكثريون السابقون مراعاة «التركيبة والحساسية الشيعيتين»، إذ من المقرر أن تطلّ شخصية شيعية على منبر 13 آذار. على ما بدا من تسريبات النقاشات بين «بيت الوسط» ومعراب وبكفيا، انحصرت الأمور بين عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل نصير الأسعد، ومفتي صور السابق السيد علي الأمين، والنائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون. وقد يكون الأسعد هو الأقرب إلى المنبر، باعتباره يمثّل أيضاً المثقفين واليساريين المنضوين تحت جناح 14 آذار.
وإذا كانت الوجوه التي ستعتلي المنبر لم تحسم بعد، فإن الأمر الوحيد المحسوم هو أنّ هذه الخطابات لن تضيف شيئاً إلى مواقف 14 آذار، وأن جميع المتحدثين لن يطلبوا من جمهورهم سوى المزيد من الثقة والتمسّك بالثوابت التي ترنّحت بين محوري السلطة والخروج منها. لن يتمكّن الخطباء من تجاوز مواقف الوثيقة السياسية، التي لم تأت بأي جديد، لكن الجديد سيكون في التأكيد على أنّ الدعوة إلى الاعتصام في ساحة الشهداء في الأيام والمناسبات المقبلة ستكون مفتوحة.
أما اللهجة فقد تكون كالتي اعتمدها الرئيس الحريري في كلمة أطلقها مساء أمس من قريطم، وسأل فيها: «نحنا شو ناقصنا؟ ليش ما بيكون عنّا أمن وأمان لكلّ اللبنانيين؟ ليش ما بيكون عنّا ازدهار بكل منطقة من لبنان؟ ليش ما بيكون عنا أفضل مدرسة؟ وأفضل مستشفى؟ وكهربا 24 ساعة؟ وليش ما بيكون عنا فرص عمل بلبنان، لكل اللبنانيين واللبنانيات، بدل ما نقضي حياتنا عمّ نعلم ولادنا ونحوّلن لأفضل أدمغة بالمنطقة حتى نشوفن أول ما ريّشوا ورفرفوا عم بيطيروا لبعيد؟ لأنو حكومتن مش قادرة تاخد قرار واحد من دون وصاية السلاح، لأنو ديموقراطيتن واقعة تحت وصاية السلاح، ولأنو أمنن ومستقبلن ومستقبلنا كلنا رهينة وصاية السلاح». ليختم: «هيدا اللي نازلين نقولو يوم الأحد، وحنكمل نقولو كل يوم بعد الأحد».

مهرجان فاشل بامتياز وقد تحول الى مسرحية هزلية رائعة

وكل الشعارات التي رفعت والتي كانت جاهزة لتستعمل في المهرجان اختفت لانها كانت لتنعكس عليهم سلباً

شكراً لك سيد محمد

تحياتي واحترامي

عنجد مهرجان فاشل

فعلاً مهرجان فاشل للتهريج فقط ، كنت أتوقع ذلك وخصوصا بعد أن تلقى فريق أربعة الشهر ضربة تمثلت بخروج وليد جنبلاط ، والرئيس ميقاتي والوزير الصفدي ، وبعد ان تمّ نشر حقيقة ليكس على الفضائيات ، إنتهى دور هؤلاء الجماعة وما عاد يحلم انو بيرجع على رئاسة الحكومة مجدداً ، كان هناك فرصة حقيقية ولم يتلقفها ، فقد ركب رأسه وخليه راكب لنشوف لوين بدو يوصل ، فعلاً كلام صحافة عالمية المهرجان كان فاشلاً ومخيباً لأمال جمهورهم . اليوم الشهارالمرفوع هو ( الشعب يريد إسقاط البنطلون ) هذا هو مهرجانهم وكنت اتوقع ذلك وشكراً ...

» أدلة جديدة قد تكشف عن مصير الإمام موسى الصدر / منقول
» كرمى خياط: "الجديد" يبدأ غدا بث تسجيلات جديدة أولها للوزير الياس المر
» معلومات جديدة ومهمة عن السيد موسى الصدر