18 نيسان...عهد يتجدد

بسمه تعالى
- ها هو الربيع يفرش الأرض بسجاده الوردي و ها هي الأزهار تتفتح على ارض الجنوب و الأحمر ألقان يتقطر على التراب الغالي ليجبل به و تغدو التربة حمراء بلون الدم ...
ها هي قانا تستظل خيمة الأمم المتحدة لتحترق بنار الأعداء .. و ها هم الصهاينة كعادتهم على مرأى من العالم اجمع يحرقون الأطفال و النساء و الشيوخ والخيم و قرارات الأمم المتحدة ...
في الثامن عشر من نيسان ترتفع راية الشهداء ليصمت العالم بأسره ... هو الدم الذي لا يعلو فوق هديره صوت .. هو الدم الذي يتحدث في نيسان فلا مكان هنا لغير السواعد الفتية التي أخذت على عاتقها الانتقام للوطن بأرضه و إنسانه ...
هو نيسان تتفتح على أفنانه عناقيد البطولة و الصمود فيثور البحر من الناقورة إلى العاقورة يلطم بأمواجه وجه الأرض لكأنه أم تندب فلذة كبد على فراش الموت .. و تتعالى الأمواج في وسط الماء لكأنه الإمام زين العابدين ع ينادي متكئ على عصاه من ينصرنا .......
هو نيسان يعلن أن ابن الجنوب أبدا كشجرة الزيتون و الأرز و السنديان متجذر بالأرض و لا يموت إلا واقفا ...
هو نيسان الذي ولد من رحم آذار على يد الشهيد القائد محمد سعد و إخوانه و هو نيسان الذي ولد من رحمه أيار التحرير و الحرية .. و هو الذي حمل بذور الانتصار في تموز و الثأر من قتلة الأطفال و الأبرياء ...
هو الدم الذي روى ارض الوطن و هي الأجساد التي زرعت في الثرى الطاهر تنمو و تثمر و يحلو القطاف عزة و نصرا و إباء ...
هنا كانت البداية لانتصارنا ... في حين قد أرادوها لنا بداية لهزيمتنا ... هنا تعانق الهلال و الصليب فاختلط الدم في التراب يرويه .. هنا كبرت المآذن لحامل صليب الآلام و هللت الكنائس لدم الحسين في كربلاء... هنا صورة الوطن الذي نحب وصورة الوطن الذي رسمه لنا الإمام القائد السيد موسى الصدر و الذي يحامي عنه دولة الرئيس بكل عزيمة ,ضد كل مؤامرة تحاك .....
هنا الوفاء وهنا الدماء .. فمهما حاولوا أن يمحوا دمنا,, دمكم بأموالهم المشبعة بالبترول و الدولار .. فلن يستطيعوا أن يشتروا النفوس و لا العقول فقد بعنا جماجمنا لله .. ووالينا حفيد الحيدر الكرار فكتب الدم على الأرض ساعات الوغى لا فتى إلا علي و لا سيف إلا ذو الفقار \... لغير الصدر لن يكون الولاء .. لك حركة الأولياء و الصالحين .. لك أمل المحرومين لحامل الأمانة الأمين المؤتمن دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري .. عندكم أيها الشهداء اليوم نجدد العهد و الوعد بأننا باقون الأوفياء للخط الذي عليه مضيتم ...
من قانا لصديقين لجبال البطم للمنصوري رشكنانية لكفرا لياطر للعباسية للنبطية لحومين لحناويه للزرارية ,لمجدل زون للمنصوري ... لكل دسكرة من دساكر الوطن المفدى .. ولكل مشاعل الشهادة نعلن خيارنا وطننا حرا عزيزا كريما بمقاومته و ببعده العربي ......
في يوم ذكراكم أيها الأحرار نجدد القسم على أضرحتكم بالوفاء ......حتى اللقاء